سباق دولي للاستثمار في صناعة الهيدروجين الأخضر الأفريقية
تم النشر بتاريخ : 2025-03-22

أعلن المغرب قبل أيام اختيار شركات من الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا والإمارات والسعودية والصين لتنفيذ مشاريع الهيدروجين الأخضر بميزانية تقارب 32 مليار دولار.
وبجانب المغرب، بدأت عدة دول أفريقية مثل مصر وناميبيا وكينيا وجنوب أفريقيا باستقطاب رؤوس أموال دولية للاستثمار بمشاريع الهيدروجين الأخضر.
ويأتي ذلك في إطارة محاولة تلك الدول الانخراط في التوجه الدولي المتنامي لاستخدام هذا النوع من الطاقة المتجددة، ما جعل شركات دولية تبدي اهتمامها بالاستثمار في هذا القطاع.
وقال الخبير المغربي المتخصص بالطاقات المتجددة والهندسة البيئية عبدالعالي الطاهري إن “الاستثمارات الخاصة بالهيدروجين الأخضر ستولد فرصا للعمل وستحفز النمو الاقتصادي.”
وتوقع أن تصل صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر إلى 11 مليون طن سنويا، بحلول 2050، مع ارتفاع حصة القارة من حجم تجارة الوقود النظيف.
وتقدر قيمة الاستثمارات التراكمية في الهيدروجين الأخضر في أسواق القارة بـ400 مليار دولار، وفق مجلس الهيدروجين، وهي منظمة دولية تضم شركات طاقة تأسست في 2017، ومقرها بروكسل.
والهيدروجين الأخضر وقود ناتج عن عملية كيميائية يستخدم فيها تيار كهربائي ناتج عن مصادر متجددة لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، وبالتالي تنتج طاقة دون انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري.
وأعلن المغرب في السادس من مارس الحالي اختيار 5 مستثمرين محليين ودوليين لإنجاز 6 مشاريع بالأقاليم الجنوبية بالبلاد، بما فيها إقليم الصحراء.
ومن هذه المشاريع، توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة والتحليل الكهربائي، وتحويل الهيدروجين الأخضر إلى الأمونيا والميثانول والوقود الاصطناعي.
وأوضح رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن المشاريع المزمعة تستهدف إنتاج الأمونياك والوقود الاصطناعي والفولاذ الأخضر.
وفي أغسطس الماضي أعلنت الحكومة تلقيها 40 طلب استثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر. ويسارع المغرب الخطى لتأمين احتياجاته من الطاقة، خاصة أنه يستورد 96 في المئة منها، بالتزامن مع تقلبات الأسعار على المستوى الدولي.
ويؤكد الطاهري أن بلاده وضعت أولى الخطوات على مسار الطاقات النظيفة وتحقيق انتقال سلس على مستوى خطة التحول النظيف، مع إطلاق الإستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة والتنمية المستدامة منذ 2009.
ولفت إلى أن نحو 39 في المئة من إنتاج المغرب من الكهرباء تأتي من الطاقة البديلة، وتسعى بلاده إلى رفع هذا المعدل إلى 52 في المئة بحلول 2030.
وقال “يطمح المغرب ليكون رائدا بصناعة الهيدروجين الأخضر، بهدف تصديره إلى أوروبا فضلا عن استعماله لإنتاج الأسمدة والوقود الاصطناعي والفولاذ الأخضر، ومن ثمة تحقيق ريادة قارية ودولية في أفق دخول نادي الدول ذات الاقتصاديات الخضراء.”
ويتزامن ذلك مع بروز تنافس أفريقي مع إعلان دول كبرى عن استثمارات بدول القارة بسبب الإمكانات الكبيرة التي تتوفر عليها، مما يجعل القارة مرشحة لتصدر هذه الاستثمارات دوليا.
وكانت القاهرة قد أعلنت على هامش مؤتمر الاستثمار المصري – الأوروبي المشترك المنعقد بالقاهرة في يونيو الماضي أن الصندوق السيادي وقّع 4 اتفاقيات في مجال الأمونيا الخضراء مع عدد من المطورين الأوروبيين بكلفة تبلغ 33 مليار دولار.
كما وقعت موريتانيا والاتحاد الأوروبي أواخر العام الماضي اتفاقا تقدم بموجبه بروكسل 100 مليون يورو لتعزيز التنمية، بما فيها التركيز على تطوير الهيدروجين الأخضر، بوصفه محركا للنمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل.
وفي سبتمبر الماضي صادق البرلمان الموريتاني على قانون الهيدروجين الأخضر، الهادف إلى توسيع الوصول إلى الطاقة الحديثة وتحويلها إلى محرك رئيسي للاقتصاد.
وفي نفس التوجه القاري وقعت 6 شركات طاقة من الجزائر وألمانيا والنمسا وإيطاليا في أكتوبر الماضي اتفاقا لإطلاق أولى الدراسات لإنجاز مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر.
ويهدف الاتفاق إلى تزويد الدول الأوروبية بهذه الطاقة، وفق بيان أصدرته شركة الطاقة المملوكة للدولة سوناطراك.
ولعل اهتمام الدول الغربية بالقارة يرجع إلى اعتماد الهيدروجين الأخضر بعملية الإنتاج على الطاقة الكهربائية، حيث تتمتع القارة بمصادر كثيرة لتوليد هذه الطاقة مثل أشعة الشمس والرياح والسدود.
ويأتي الاهتمام بأفريقيا وسط تزايد الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر، وعجز باقي القارات عن تلبية هذا الطلب، خاصة أن دول القارة لها إمكانيات لتصدير الهيدروجين.
ويرى الطاهري أن بلاده ودول القارة لديها مؤهلات طبيعية كمصادر نظيفة للطاقة، تشكل عامل جذب هاما ومفصليا للاستثمارات الدولية في هذه الصناعة الناشئة.
ومن المرتقب استخدام موارد المغرب الوفيرة من طاقتي الشمس والرياح لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي سيتم تحويله إلى أمونيا خضراء فيما بعد وسيلعب دورا بمختلف القطاعات، ومنها الزراعة والنقل وتخزين الطاقة.
ووفق الطاهري، فإن التوسع بإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا يكتسب ميزة عن غيره من المواقع الأخرى، نظرا إلى توافر سعة متجددة تصل إلى 69 في المئة من طاقة الرياح، و25 في المئة من الطاقة الشمسية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن إسهام موارد الطاقة المتجددة الأخرى مثل الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية وغيرها سيتيح تحقيق منافع من هذا التوجه.
ومن شأن الموارد المتجددة المتاحة أن تؤهل أفريقيا لإنتاج الوقود النظيف ومشتقاته، مثل الأمونيا، إذ يسمح الاستغلال الأمثل لهذه الموارد بإنتاج كهرباء منخفضة التكلفة، لتصبح عنصرا رئيسا في إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر عملية التحليل الكهربائي.
وصادرات القارة من الهيدروجين الأخضر، تعد أحد أبرز منافذ الإمدادات العالمية، في ظل توقعات بزيادة الطلب الأوروبي والآسيوي بصورة خاصة على الأمونيا.
وذكر الطاهري أن تزايد استثمارات الطاقة المتجددة في القارة السمراء قد يحولها إلى منتج ثم مصدر للهيدروجين، لتحمل آفاقا واعدة لأطراف الاستثمار.
أحدث أخبار الملتقى

مؤسسات القطاع الخاص في محافظه الخليل تسير شاحنات تحمل المواد الغذائية لجنين وطولكرم

مشروع قانون إسرائيلي لتغليظ العقوبات على الفلسطينيين الذين يدخلون أراضي 48 دون تصاريح

سباق دولي للاستثمار في صناعة الهيدروجين الأخضر الأفريقية

تويوتا تدخل معقل الصانعين في الصين بأرخص سيارة كهرباء ذكية

إستراتيجية عمانية واعدة ترسخ طموح تطوير منطقة الدقم